لإدخال الطمأنينة والسكينة وتقوية قلبك عند ورود الهم والحزن عليه أو عند اشتداد وسواس الشيطان وخوفك منه،
فيمكنك أن تعالجه بقراءة آيات السكينة وستجد إن شاء الله لذلك أثرا كبيراً فى سكون القلب وطمأنينته،
فلا ينزعج بعد ذلك لما يرد عليه ، ويوجب له زيادة الإيمان ، وقوة اليقين ، والثبات، كما كان بعض السلف يفعل ذلك عن تجربة.
* ولكن لا تنسب ذلك إلى الشرع، وانما ذلك من باب العلاج وهو من المجربات.
* السكينة : هي الطمأنينة والوقار والسكون الذي ينزله الله في قلب عبده عند اضطرابه من شدة المخاوف.
واليك آيات السكينة:
قد ذكر الله سبحانه (السكينة) في كتابه في ستة مواضع :
الأول: قوله تعالى : " وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ". سورة البقرة (248).
الثاني: قوله تعالى : " ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى [size=36]الْمُؤْمِنِينَ". [/size][size=36][التوبة:26].[/size]
الثالث: قوله تعالى : " إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا ". [التوبة: 40].
الرابع: قوله تعالى : " هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ". [ الفتح: 4].
الخامس: قوله تعالى : " لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ". [ الفتح: 18].
السادس: قوله تعالى : " إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ". [ الفتح: 26].
- قال الإمام ابن القيم رحمه الله في شرح منزلة " السكينة " :
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور قرأ آيات السكينة.
وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه تعجز العقول عن حملها ، من محاربة أرواح شيطانية ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة،
قال : فلما اشتد علي الأمر قلت لأقاربي ومن حولي : اقرأوا آيات السكينة ، قال : ثم أقلع عني ذلك الحال ، وجلست وما بي قَلَبَة .
وقد جربت أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه ، فرأيت لها تأثيرا عظيما في سكونه وطمأنينته...
ولهذا أخبر سبحانه عن إنزالها على رسوله وعلى المؤمنين في مواضع:
- القلق والاضطراب كيوم الهجرة ، إذ هو وصاحبه في الغار ، والعدو فوق رءوسهم ، لو نظر أحدهم إلى ما تحت قدميه لرآهما ،
- وكيوم حنين حين ولوا مدبرين من شدة بأس الكفار لا يلوي أحد منهم على أحد ،
- وكيوم الحديبية حين اضطربت قلوبهم من تحكم الكفار عليهم ، ودخولهم تحت شروطهم التي لا تحملها النفوس،
وحسبك بضعف عمر رضي الله عنه عن حملها ، وهو عمر ، حتى ثبته الله بالصدِّيق رضي الله عنه. انتهى باختصار من " مدارج السالكين " (2/502-504).
* تنبيه : قراءة هذه الآيات ـ بهذه الكيفية ـ ليس عليه دليل من الشرع ،
لذلك لا تتخذ قراءتها سنة أو عبادة كالأذكار والأدعية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة، وانما هذا من باب التجربة .
* والأشياء المجربة فى العلاج إذا كان فيها ما لا يخالف الشرع فهى مباحة، كما قال بعض أهل العلم.
والله اعلم