يتجول الوقت بمجراه، يمضي الأيام والأشهر، وتظل اللحظات تتدحرج مع تغيّر الفصول. في كل فجر جديد، تنتظر الكثير من الأزواج بفارغ الصبر قدوم فرد جديد لعائلتهم، يروّون الخيال بأحلامهم وتطلعاتهم. ولكن هناك لحظات تُعتبر استثنائية، تلك التي تمتزج فيها فرحة القدوم المنتظر بحنين الانتظار الطويل. هي لحظات "بشارة مولودة فارغة".
في هذه الرحلة الممتدة، يتوقف الزمن وكأنه يعطل عقاربه ليراقب انتظارٍ ما. لكن لا شيء يظل فارغًا إلى الأبد. بينما يتساءل الآباء والأمهات عن مصير تلك الفراغات، تبدأ تلك اللحظات بالتحول تدريجيًا إلى قصة تتشكل بأحداثها وتفاصيلها الدقيقة.
في غرفة الولادة، تتعانق الأمهات بأحضانهن الفارغة، تنظر إلى الفراغ بعيون تغمرها الأمل والشوق، وتراها هناك تنقش في مخيلتها صورة الطفل الذي يملأ كل زاوية من حياتها. لكن الفارغ لا يبقى فارغاً إلى الأبد.
تنقلب تلك اللحظات الممتدة إلى لحظات فرح مليئة بالحياة، حيث يملأ بكاء الطفل الغرفة ويملأ الفراغ بوجوده الصغير. لحظة بشارة مولودة فارغة تصبح لحظة إشراق جديدة في حياة العائلة، حيث تتحول الانتظارات إلى واقع يمتلئ بالحب والرعاية.
بينما يستمتع الآباء والأمهات بأول لمسة وأول بكاء، يتذكرون تلك اللحظات الفارغة التي مرت بها، ولكنها الآن لم تعد إلا ذكرى تجاورها الفرحة والسعادة. إنها دروس الصبر والتفاؤل التي تعلموها خلال رحلتهم في انتظار ولادة طفلهم.
في النهاية، تظل بشارة مولودة فارغه تذكيرًا بأن الفراغات في حياتنا لا تدوم، وأن كل انتظار ينتهي بلحظة سعادة مليئة بالمعنى والحب.